الاثنين، 30 يوليو 2012

ماذا قال معز مسعود عن دارون ؟!




أثار برنامج "رحلة اليقين" (وحلقة "دارون واليقين" خاصة) ضجة على مواقع التواصل الإجتماعي ’’فيس بوك – تويتر - بلوجر‘‘ وعلى الجرائد المصرية أيضاً فكل يوم تنهال المقالات على هذه المواقع تنتقد معز مسعود وتعتبره يهدم نظرية التطور وإكتشافات عالم الأحياء الشهير تشارلز روبرت دارون أو تنتقد قصة إبنته وتعتبرها من وحي خيال مسعود.

ظللت أشاهد الحلقة عدة مرات لأرى ماذا قال معز مسعود عن دارون وماذا قال عن نظرية التطور .. في البداية تحدث معز مسعود عن موت ابنة دارون ’’آني‘‘ وأن ذلك أثر على دارون بشكل سلبي حيث رأى العالم أن موت ابنته يدل على أنه لو كان هناك إله لكان غير رحيم وسرد دارون أن هناك أكثر من 900 نوع من الديدان يسكن في الأمعاء كل نوع بخصائصه الفريدة في إختراق الجسم ومنع الغذاء عن مجرى الدم وكيفية محبة الإله للفراشات مع أنه صنع حشرة تبيض في أحشاء دود القز الحي معتبراً أنه كيف يخلق مخلوق وبداخله مخلوق أخر يدمره من الداخل ويأكله.

وذكر معز مسعود في برنامجه "رحلة اليقين" أن دروان لم يتعامل مع إسم الله "المميت" وظن أن موت ابنته "آني" يعتبر ظلم وليس عدل من الإله وإذا نظر الإنسان للإله على أنه ظالم يعتبر أنه لا يوجد إله، فكانت عنده شكوك من البداية أن هناك خالق، وكيفية وجود الخالق في ظل أن الطبيعة بها كائنات شرسة تأكل بعضها البعض والصراع بين الأجناس .. وقال مسعود أن هناك مخرج ومؤلف غربي أظهر في فيلم "قصة الخليقة" الصراع الداخلي عند دارون أنه ينظر للدنيا على أنها فيها أشياء قبيحة .. ولم يتحدث معز عن نظرية التطور ولم ينتقدها بالمره .. لكنه قال أن العالم دارون إكتشف أشياء جذرية ومفيدة لفهم البشرية للكون وطريقة خلق الله للخلق .. مستشهداً بآيه من القرآن الكريم "ويتفكرون في خلق السماوات والأرض .." صدق ربي العظيم .. وأكد مسعود أن دارون أكتشف أن طريقة نظرة الكثير من علماء التجربة للخليقة كانت نظرة خاطئة وأن دارون أفاد البشرية بعبقريته ولكنه جعل ما يترتب على إكتشافاته الكفر بالخالق بسبب عدم العدالة وسوء الظن.

ولم يتطرق مسعود لنظرية التطور ولإنتقادها، وظللت أشاهد الحلقة وأستمع إليها جيداً ولم يتلفظ مسعود بلفظ نظرية التطور ولم ينتقد أي من الإكتشافات التي أكتشفها دارون بل أثنى عليها .. وباتت تراودني العديد من الأسئلة .. هل شاهد من كتب المقالات هذه الحلقة أم ماذا ومن أين أتى بفكرة إنتقاد مسعود لنظرية التطور وإكتشافاته العبقرية ؟!

وكعادة البشر الفضول .. ظل الفضول يراودني عن قصة دارون وأبنته .. حتى وجدت كتاب يدعى "دارون وإبنته والتطور البشري" ومقالات عديدة كتبت عن هذا الكتاب، حيث تجتمع ذرية تشارلز دارون وقد أبدع كينيس الحفيد الثاني لدارون وسليل كينيس دراسة فكرية وإجتماعية رائعة في الفترة الهادئة في حياة دارون بين (1842 – 1882) في منزله الريفي بعد زمن طويل من مغامراته على متن الباخرة "بيجيل" وذكر أنه فقد ثلاثة منهم ابنه وابن رضيعين وابنته الجميلة "آني" ذات العشر سنوات التي أغرق موتها والدها في الحزن العميق وكانت إصابة "آني" بداء السل المميت أكبر حادثة ملوعة لعالم التاريخ الطبيعي وهو في أواسط عمره.

ورأى كينيس أن دارون إحتار في معرفة سبب إعتقاد معظم علماء التاريخ الطبيعي في زمانه بأنهم لمسوا دليلاً على خطة وإرادة خيرية عمومية الوجود في عالم يملؤه الموت والمرض إلى حد كبير فكتب قائلاً: ’’يبدو لي أنه يوجد في الدنيا من تعاسة ما يصعب معها أن يكون رباً محباً قد صمم الدنيا على هذا النحو‘‘.

وكان قد شهد الإبادة الجماعية للهنود في الأرجنتين وتعذيب العبيد في البرازيل وكتب عن الزنابير التي تفترس يرقتها حياً بدءاً من أحشائه تاركة قلبه الخافق آخر ما تلتهم وبالموت البطئ لإبنته "آني" غدت التعاسة واقعاً يمسه شخصياً .. وهذا ما ذكره معز مسعود في رحلة اليقين ولم يأتي بكلام من وحي خياله.

وبحثت أكثر وأكثر حتى وجدت كتاب اسمه "صندوق آني" الذي صدر مؤخراً عن دار النشر البريطانية "فورث إيستيت" وأرادت راندال كيني التأكيد على حقيقة هامة وهي إرتباط أفكار دارون العلمية بحياته الخاصة، مضيفه أن هذا الإرتباط إتضح جلياً في وفاة ابنة دارون الحبيبة "آني" في العاشرة من عمرها والتي كان لها التأثير الأكبر على تفكيره العلمي .. وهذا أيضاً ما ذكره مسعود في الحلقة.

أخيراً .. أعتذر عن طول المقالة ولكني أردت أن أرد بمقالة على ما قاله البعض عن معز مسعود .. وأطلب منهم تحري الدقة في كلامهم وأن يستمعوا جيداً للحلقة قبل أن يكتبوا عنها .. وأن يبحثوا مثلما فعلت أنا أبنة التاسعة عشر .. وأؤكد أنني كتبت هذه المقالة إحقاقاً للحق ولسرد بعض الحقائق وليس دفاعاً عن (شخصية معز مسعود).

شاهد حلقة ’’دارون واليقين‘‘ بنفسك لتعلم ماذا قال معز مسعود عن دارون ؟
http://www.youtube.com/watch?v=CGcbMD8E-Zg&feature=plcp


الخميس، 31 مايو 2012

ذهبت الرياح



ذهبت الرياح وبقي السكون .. ولم أعلم من أكون .. ظللت شاردة في بحر الخيال .. ظللت واهمه في المحال .. أكتب وأعلم أنكم لن تفهمون .. عشقت حالة ’’لا يعرفون‘‘ .. وألقيتها من يدي .. تسبح وتعوم .. يا ترى ماذا ألقيت؟

ذهبت الرياح ولم أخذ منها ما أريد .. ذهبت ولن تعود الآن .. ربما تعود في وقت لاحق لم أعد أريدها فيه .. ما أردت ذهب ولم يعد .. فعشقت طيب الرياح .. ونسيم الهواء ..

ذهبت الرياح قبل أن تأخذ معها الدموع .. تمنيتها رياح دائمة .. تداعب ملامح وجهي الصامت .. وتذوب جزئياتها بين مسام جلدي .. ذهبت .. وتركت أثارها .. أنتظرتها في شرفتي .. تأتي كل موسم لتداعب أفكاري .. وتمر لأكتب عنها.

ذهبت الرياح وتركت لي البسمة .. تتغير كل دقيقة .. ولم أدري ماهيتها .. أ هي بسمة أم دمعة ؟ .. حتى ظنت حواسي أنني مجنونة .. متى أردت الدمع أجبرت عيوني على الدمع .. ومتى أردت البسمة أجبرت شفاتي على الإبتسام .. وتآمر علي العين والشفاه .. حتى كلما أردت البسمة بكيت .. وعندما تنميت الدمع ابتسمت.

ذهبت الرياح وتركت تآمر العين والشفاه .. شردت في تساؤلاتهم عن حالتي .. وحاولت مراراً وتكراراً أن أخبرهم بــ’’مفيش حاجه‘‘ ولم يصدقوني .. أعلم أنهم حائرين في الحالة الهادئة نسبياً .. ومللت من قول ’’هذه حالتي .. ولم يجد جديد‘‘ يا ترى ماذا حدث؟

ذهبت الرياح وتركت بعض النسيم .. تحدث إلي وقال ’’ماذا بك يا فتاة؟‘‘ .. فأجبته .. ’’لا أعلم لما لم يصدقني العين والشفاه؟‘‘ .. فقال ’’تفكري في كل شئ .. جديد كان أم قديم .. وماذا تغير في العدة أشهر القليلة .. وظل يخبرني بما جرى لي .. وانصت له جيداً .. ولم أرد.

ذهبت الرياح وبقي من النسيم قليل .. أظنه رسول من الأنوار السائرة على الأرض .. بلى إنه نور .. فنور لي الطريق .. وأصبح يُرى بالعين المجردة .. يتحرك أمام أعيني ليجبرني على رؤيته .. حتى ظننت أنني أغشي على في الفترة الأخيرة .. ولم أعلم ماذا فعلت؟

ذهبت الرياح وأراد النسيم أن يودعني .. وسعدت بوجوده الهادئ والمتكلم .. وهمس في أذني .. يجب أن تعودي لما كنتي عليه من الحالة السابقة قبل الحالية البائدة .. وترك النسيم المكان وظلت رائحته قريبة .. فكم هو من جميـــــــــــــــــــــــــــــــل.

ذهبت الرياح وفتحت عيوني .. واستيقظت من النوم .. وأدركت أنه كان حلماً جميلاً .. وسكنت لفترات طويلة ورأسي على وسادتي .. أتفكر فيما قاله النسيم في أذني ولم تسمعوه .. وتغيرت حالتي من الكآبة للهدوء والراحة النسبيين  .. وخرجت لشرفتي مسرعة متمنية وجودة النسيم وجدت الرياح الطيبة في الهواء .. ظننتها ذهبت وهي ولم تذهب!


السبت، 19 مايو 2012

من بردعاوية تساند صباحي: أنقذوا مصر بأبو الفتوح.


كان خبر إنسحاب الدكتور محمد البرادعي منذ عدة أشهر بمثابة صدمة حقيقية هزت قلبي وإنهارت العديد من طموحاتي، لأني من مؤيدي البرادعي بشده .. أجد فيه الشخص المناسب لرئاسة مصر الحبيبة .. كان البرادعي حلماً بالتغير وليس مجرد شخص فهو فكرة بالنسبة لي.

وعندما صارت عملية الإقتراع على مرشحي الرئاسة قريبة .. تحدث إلي قلبي بأن أشارك فيها ولا أقطاعها لإن المقاطعة غير مجدية ومن سيقاطعون سيكون عددهم لا يتعدي ألف شخص أو أكثر .. بالمقارنة بمن سيشارك.

وظلت فكرة إنتخاب حمدين صباحي تراودني قليلاً .. حتى قررت إنتخابه .. وأنا في تقديري الشخصي أنه أفضل مرشحي الرئاسة وأفضل من الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح .. ومازال ذلك قراري .. حتى فوجئت بكم مهول من مؤيدي شفيق وموسى أمام أعينني ’’حتى ولاد خالتي هينتخبوا شفيق!‘‘.

أعتقد أن أبو الفتوح أقوى مرشح محسوب على الثورة كما أظن ..  وأظن أن سيحصل على أصوات كثيرة .. مع أني أملك من الملاحظات القليل عليه .. ولكني أخشى من فوز شفيق أو موسى ’’بواقي مبارك‘‘، حتى صار فوزهم كابوس يراودني دوماً .. ’’داحنا هنتنفخ‘‘.

خليط مرشحي الرئاسة ظل يمثل لي كابوس مثل بقية المصريين أو قطاع كبير منهم .. وأفكر جدياً في منح صوتي لأبو الفتوح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعدما إطلعت على المؤشرات الأولية من نتائج أنتخابات الرئاسة للمصريين بالخارج وتصدر موسى وشفيق في كثير من البلدان.

كان حلمي بالتغيير ظننته سيتحقق بعدما كنت بنت في السادسة عشر والنصف من عمري ووقعت على بيان نعم للبرادعي رئيساً لمصر في نقابة الصحفيين ووقتها لم يكن عندي بطاقة رقم قومي وطلبت من جامعي التوقيعات أن أوقع .. وبعدما انسحب البرادعي سقطت الكثير من طموحاتي وأحلامي .. وأظنها ستأتي يوماً ما طالما أنا على قيد الحياة ولن أفقد الأمل في تحقيقها حتى أخر نفس مثلما كان يطلع علينا ’’جدو مبارك‘‘ بطلته السخيفة ’’سأحكم حتى أخر نفس‘‘.

مازلت أرى أن حمدين صباحي أفضلهم من وجهة نظري .. ولكن كابوس فوز موسى أو شفيق أمام عيني ليلاً ونهاراً حتى أني أفكر جدياً في تراجعي عن منح صباحي صوتي ومنحه لأبو الفتوح .. ومازلت في حيرة .. والإنتخابات على بعد أيام تعد على أصابع يد واحده.

أملي ألا يفوز شفيق وموسى .. خاصة وأن طبقة عظمى من المصريين يعشوق جلاديهم .. وسينتخبون شفيق أو موسى .. وأؤكد أنني لن أحزن إذا ما فاز أي مرشح غير ’’موسى – شفيق – مرسي – العوا‘‘.

أنقذوا مصر من شفيق وموسى بأبو الفتوح .. ونحاول أن نجمع كتلة أصوات لأبو الفتوح .. مع أنني مازلت في حيرة شديدة .. وبعد مناقشات مع عدد من الزملاء في البديـــل ومع صديقتي المقربة هاجر الجيار .. تراودني فكرة ’’أنقذوا مصر بأبو الفتوح‘‘ ومازلت في حيرة أطلب من الله الثبات على موقف واختيار أحدهما .. وصلاة استخارة وهتتحسم القضية و .. منك لله يا برادعي يا غاااااااالي  

L



الثلاثاء، 24 أبريل 2012

سباعي السعودية وإهانة الذات المصرية ..




أصابني الذعر بعد علمي بالتهم الموجهه للناشط الحقوقي أحمد الجيزاوي المعتقل بالمملكة العربية السعودية، وتذكرت ما قاله السباعي في حق الشهيد خالد سعيد ’’لفافة البانجو‘‘ .. لكن هناك تضارب سعودي حول تهمة الجيزاوي، حيث أفادتنا السفارة السعودية ’’مشكوره!‘‘ أنه تم إلقاء القبض عليه الثلاثاء الماضي بعد ضبط 21380 حبة زاناكس بحوزته .. ونقل عمرو موسى عن وزير الخارجية السعودي إن الجيزاوي متهم بحيازة 189 ألف قرص ترامادول .. ’’يعني الجيزاوي بيضرب تيمو!‘‘.

هل انتقل الدكتور السباعي من ألاعيب مصلحة الطب الشرعي للسعودية .. ليباشر لعبه وتلفيقاته هناك .. أم كل الظالمين سواء .. نفس الغباء والكذب والتضليل والتلفيق .. ’’هو بغباوته‘‘ .. حقاً أثرتم دهشتي .. وحركتم سخريتي .. وداعبتم قلمي .. لأكتب عن إنفعالي .. ولا تفارقني إبتسامتي الساخرة !

دهشه وسط تساؤلات قد تخفي البسمة قليلاً .. إلى متى تهان كرامة المصري في كل بقعة من بقاع الأرض ؟ .. وهل إهانة الذات الملكية ’’التهمة الأولى‘‘ تقتضي الجلد ؟ إذا كانت كذلك فإهانة الذات المصرية تقتضي الموت ..

’’الدم المصري حامي‘‘ .. تربيت على تلك الجملة أو القيمة .. ربما آمنت بها في بعض الوقت ولكن قلما أجدها تتجسد في صور المواقف أمام عيوني .. ظلت جملة .. حبيسة النطق والكتابة .. لن تخرج في صورة حقيقية أمام العالم .. أم أنها قيمة يؤمن بها المواطن وحسب .. ويكفر بها ذوي المناصب العليا.

دعونا نتخلص من تلك الجمل ’’المحشورة في عقولنا‘‘ ونبني قيمنا نحن .. التي نؤمن بها .. ونتعلم من الدين والحياة والبشر .. ما نؤمن به هو الذات المصرية لا تهان .. والسلطة للشعب .. والكراسي خلصت .. والثورة ثورة شباب .. وتجار الدين كلاب .. ولا أحد مقدس .. ولا أحد فوق القانون .. ولا نهاب إلى الله .

أريد أن أخبركم بشئ ما خطير آل سعود وآل مشير .. نحن من قال لا .. ربما لا تعلموا ماذا أقصد وستعلموا حتماً جدية قولي .. دعوا أنفسكم تحرر من ذلك الغشاء الأسود .. وتناسوا أنفسكم .. وأنظروا لمن قالوا لا .. فهم أناس تخلوا عن مباشرة متاع الحياة وتفرغوا لثورة خلقت على يدهم .. وتخلوا عن أعز الأحباب .. وسقطوا شهداء .. دمائهم طاهرة .. وهبوا لمصر روحهم .. فهم لا يقمعون .. فهم لا يقمعون.

آل سعود .. آل مشير  أنتم على سطح إدراككم .. غير متعمقين في دنياكم الداخلية ’’القلب‘‘ فبداخلكم جنة .. ردمتوها بالرماد .. القلب جنة لا يعلمها إلا من ذاب فيه وعرف ماذا يقصد .. وأنيبوا إلى الله





السبت، 7 أبريل 2012

الصمت المتكلم




يحكى أنه ذات مره خرجت فتاة صغيرة إلى شرفة حجرتها، تنظر وتتأمل في جمال السماء والنور الساطع من الشمس، كانت مغرمه بالنظر إلى الفضاء، وكلما نظرت إلى الأفق داعبت رأسها بعض الأفكار، التي تجعلها تصمت وتسكن إلى فترات طويلة تستمتع بهذه الأفكار، ربما لا تعرف لماذا تعشقها، ولكنها تعشق غموضها وعدم فهمها لهذه الحالة، فإنها تستكين للهدوء النسبي هذا.

ظلت هذه الصغيرة تنظر وتتأمل وتغمض عينيها لفترات، وبالرغم من هذا الهدوء إلا أنه يكمن بداخلها الكثير، وتقام الجلسات النقاشية، وفمها مغلق، من يراها لا يعتقد البته أنها تتحدث.

يسيطر على عقلها الصغير، أحلام كثيرة ربما ستموت هي قبل تحقيقها، فخط الأمل هنا سابق خط الأجل بسنوات ضوئية، فهي فتاه تحلم وهي مستيقظة، الحلم ذو الصمت العجيب المستيقظ أيضاً، قلما تعيش هذه الصغيرة في الحاضر، فهي تعيش دوماً في حالتين، أولهما في الماضي، لتتفكر فيما مضى، وتندم على بعض الأخطاء، والحالة الثانية هي في المستقبل، تحلم وتخطط إلى ربما ما لا يكون لها عمر لتراه.

هي العائشة في أفكارها، والحائرة في الظلام الحالك، أحياناً ما تريد إلتقاط أنفاسها الأخيرة، لتتعرف على العالم الأخر في السماء، وتجرب الحياه في مكان بالطبع أفضل، وتغمض عينيها لتتختفي، تاركه أحلامها في كون أخر، وتردد كلمة الوداع، معتقدة أنها هذا سينقلها إلى الحياة الأخرى.

تصنع لنفسها عالماً خاص، تخلد إلى أفكار تجعل من حالتها السكون سائد، تسمع نفس المقطوعات الموسيقية، ونفس النوع من الأغاني، نادراً ما تغير هذه النوعية من الأساليب المعتادة.

حياتها كالروتين الغير ملل والملل في بعض الأحيان، تهمس وتلهو وتعلب دون التحرك، قد تتخيل أنها عاجزة أو مشلولة الأطراف، غريبة حقاً .. تعشق الرؤية في الظلام الحالك والهدوء في الضوضاء .. صمتها المتكلم عشق وغرام للصمت .. أتحدى مخلوق يعرفها .. ذات النظرة الغامضة .. والتفكر والتآمل ذي الساعات الطويلة .. أحياناً ما تكون في ضوضاء مستمتعة بالهدوء .. لا تسأل ماذا أعني .. لن أجاوبك .. تفكر أنت وحدك فيما تعني هي .. ولن تعلم شيئاً حتى تخبرك هي ..

أنظر للون السماء .. وحينما تعرف ماذا يهمس .. فستعرفها هي .. كن بين أوتار العود وعندما تعرف ماذا يقصد فستعرفها هي .. ولعلك تكون صورة لها .. لن ترسمها لوحة .. فهي حلم !

كانت قصة أم حكاية أم رواية أم مقالة .. تخيلها كما شئت .. لن أفرض عليك نصاً ذي ألوان محددة وقواعد للقصة أو المقالة .. لن أتركك أسيراً بين قواعد ربما لا تفهمها أنت ولا أنا .. فأنا دمرت كونها قصة أو مقالة أو ’’أي كلام فاضي معقول‘‘ .. تركتها ’’ملخبطة‘‘ .. واعتبرها ’’طراطيش كلام‘‘ :)





السبت، 18 فبراير 2012

العسكري والثوار .. ما بين التمديد والتوريث !


منذ عام أو أكثر كان يشغل بال السياسيين المعارضين – غير الرسميين – موضوع التمديد والتوريث، وهل سيترشح مبارك الأب، لفترة رئاسية جديدة في 2011، ويكون الرئيس العجوز على عتبة عامه الخامس والثمانين، وربما تنسحب فكرة التمديد الأبدي، ويفسح المجال لفكرة التوريث، ويتقدم مبارك الإبن لثلاثينية أخرى مثل أبيه، ’’وتتحول مصر وأهلها إلى عزبة عائلية خاصة‘‘، أم رئاسية مزدوجة مع الأب، وطرح اسم الإبن لتوريث الرئاسة رسمياً بتعيينات تنتحل صفة الإنتخابات.



كان مبارك الأب يتمسك بعرش مصر حتى إلتقاء أخر نفس، وكانت جملة ‘‘سأظل حتى أخر نفس’’، هي كلمته الشهيرة والسخيفة في الوقت ذاته، ربما متمسك بذلك العرش، كطفل صغير، متمسك بدميته، أو لكي يعاند مبارك الإبن، وزوجته المصون.



ولكن الآن تختلف الأمور قليلاً، ولكن ربما تكون نفس الخيارات مطروحه، ‘‘التمديد أم التوريث’’، فهل سيظل العسكري سنة أخرى  متمسك بعرش مصر، أم سيورثنا إلى أبنائه أو أعضاء مجلس عسكري جديد، مثلما ورثنا مبارك لأعضاء العسكري الحالي.



مر أكثر من عام على وجود العسكري متمسكاً في عرش مصر، مضطهداً الثوار، مرتكباً أبشع المجازر، ومحاكمة أكثر من 16 ألف مدني عسكرياً، وكشوف عذرية على 7 بنات وهتك الأعراض وتعرية بنات الثورة، والتحرش بهن، ضرب وسحل الفتيات، وتكميم الأفواه وتقييد الحرية و10 أحزاب من رحم الوطنى ‘‘الوطني في أثوابة الجديدة’’. إرتكب العسكري مالم يرتكبه مبارك الأب في ريعان حكمه، وما إرتكبه كان هدية عيد ميلاد الثورة لنا في 25 يناير الماضي.



أما الثوار ‘‘الله يكون في عونا’’ أمامهم خيارين أيضاً، فإما التمديد ونظل نكافح سنة أخرى من عمرنا ضد النظام ‘‘اللي ما سقطش’’، وللمطالبة بالحرية ‘‘اللي مجتش’’، والعدالة الإجتماعية ‘‘اللي ماتحققتش’’، والخيار الثاني هو التوريث، أن نورث الثورة لأبنائنا، يكافحوا ويحاربوا من أجل تحقيق أهداف ثورة، قام بها جيل أبويهم !



ولكن السؤال المُلِح الآن، هو هل سأدخل عامي التاسع عشر ونحن في ظل حكم العسكر؟!، أحياناً ما تمر علىَ لحظات أشعر بأننا سنكافح إلى أخر نفس – كما يقول جدو ‘‘مبارك الأب’’ – وأحيان أخرى ينتابني شعور بأن العسكري سيرحل عن قريب، وأتمنى أن أبدأ عامي التاسع عشر بدون حكم عسكر، عموماً ‘‘مش هيفيدك غاز ورصاص .. حكم العسكر بح خلاص’’.


السبت، 4 فبراير 2012

أكتب .. ولا أكتب !






أكتب على ورق مبتل بحزن عميق كائن في قلب صغير، ينهال على الورق دموع الشمع، الذي يضئ قلب الغرفة الصغيرة، التي أسرت نفسي بها، حتى إنكمشت في داخلها وإنكمشت في داخلي، وأصبحنا شئً واحداً.



أكتب وأجعل من حزني سطوراً أداعبها ما شئت، أسرد ما شئت سرده وأخفي ما شئت إخفاؤه، فهي سطوري وهو قلمي، أفعل ما شئت بهما، أحياناً ما أشعر بعدم الجدوى في الخضوع لسطوري، ولكن قلماً يجد المرء ما يعبر عنه أو عن جزء بسيط من حالته.



أكتب وأشعر بشئ من الــ‘‘......’’ حقاً ...... لا أدري ما أشعر به، ولكن قررت الكتابة وحسب، لم أعرف لماذا أكتب وعن أي شئ أحرك قلمي أو بمعنى أصح ‘‘كي بوردي’’.



أكتب وأتمنى سماع مقطوعة معينة، ولكن لن أخضع للحزن كثيراً، ولن أسمع هذه المقطوعة، لإن دموعي تهرب من جفوني، وتخونني أمامكم.



أكتب وقلمي مليئ بالكبرياء المنكسر أمام هذه الحالة البائدة، التي سأخرج منها يوماً ما، ويقيني بخروجي منها، هو أول شمعة في طريقي الواعر.



أكتب وأتسلق كلماتي وسطورتي، أملاً في الوصول إلى ما أتمنى الوصول إليه، مهما كانت كلماتي طويلة وسطوري واعرة.



أكتب عشقاً في الإختباء بين سطور من تأليفي، كأنني خلقت عالم من صنعي، ليس لأختبئ به، بل لألجأ إليه، عندما يعوج القلم ويرفض الإنصياع وراء أفكار، ربما لا يكون مقتنعاً بها، بل مغصوباً على كتابتها، عنوةً.



أكتب لكي أخذك بصحبتي بجولة في رأسي، أعلم أنك لن تفهم منها شيئاً، ولكن عشقت عدم فهمكم لها، وحيرتي في تفسير إنطباعاتكم عنها.



أكتب ولا أعلم كيف أكتب بالأساس، ربما يكون مضحكاً، ولكن لن يتعلم أحد فن لم يحاول مذاقه، ولو حتى رشفه بسيطة من كوب مكسور.



أكتب ولم يكن لدي خيار أخر، لم أجد بديلاً، بالرغم من عشقي لما أكتبه، طالما شعرت به أو تخيلته، أو حتى تركت قلمي يكتبه دون أن أشعر.



أكتب ولكن فوجئت بأن ما كتبته لم يكتب ولم أجده على ورقي، واكتشفت أن سطوري مازالت فارغة من كتاباتي، وأن ما حدث كان حلماً بالكتابة وحسب، وكأن صفعة ماء مندفع من خرطوم قوي صفعت وجهي مره واحده دون ترتيب.




WebRep
currentVote
noRating
noWeight

الخميس، 12 يناير 2012

فتاة ... شاردة على ألحان الموسيقى !


شردت فتاة يوماً، حتى لم تكن ترى ما تنظر إليه! وعلى همسات موسيقى تعشقها .. ترى ما يدور بعقلها؟ ، بعدما سادت حالة الهدوء النسبي والسكون التام، تعلو الموسيقى وتدنو، تغير من حالتها، يخفق القلب أحيانا !! يالها من موسيقى تتحكم وتلمس ما يدور بقلبها.

ظلت الفتاة تستمع إلى هذه المقطوعة، حتى تذكرت كل ما نسته من قبل، وفجأة مضى الوقت، وانتهت المقطوعة! مضى ثمانية دقائق دون أن تشعر.


بدأت الفتاة في تشغيل هذه المقطوعة مره أخرى وشردت، حتى فكرت في الكتابة أو الرسم أو حتى الكشط، وظلت الآلات الموسيقية تداعب قلبها، هي عاشقة للموسيقى، وتراها غذاء الروح، وتساعد على التأمل، ولكنها لا تتأمل الآن عند سماع المقطوعة، التى أهدتها إلي رفيقتها، لما يسيطر عليها من حالة سكون.

وخلدت إلي سطور ورقها المبتل، لتكتب وتحاول وصف ما تشعر به، فإنها غامضة لدرجة لا يعرفها أحد، كتومة للغاية، تستسلم إلي ترانيم الموسيقى كي تداعبها ما شاءت، فوجدت نفسها لا تشعر بشئ تكتب عنه، ونسيت الكتابة، وما زالت تستمع للمقطوعة، وكلما إنتهت عاودت تشغيلها مره أخرى.

في ظلام حالك تشعل شمعة بسيطة، تؤمن بأنه أقل ضوء، يقتل الظلمة، تعشق النور الخفيف الآتي من بعيد، ولا تقترب، كثيراً ما تجلس في مكانها شاردة حائرة، تنظر ولا ترى، تشعق الصمت، لا تعرفها سوى رفيقتها، ولا يروقها حالتها، التى اتسمت بالهدوء والصمت.


وأثناء سماعها مقطوعتها المفضلة، سقطت دمعة، وإقشعر جلدها، ووقف تفكيرها مؤقتاً تبكي ولا تعلم لماذا؟! وهدءت المقطوعة، ولكنها لم تهدأ، فظلت الدموع تسقط على وجهها، ومُحي من ذاكرتها كل شئ، ولم يستوقفها حال معين، للتفكر فيه.



هي الفتاة ذات النظرة الغامضة، التي لا يفهمها سواها، هي عاشقة بردوة الشتاء، الشتاء الذي يكرهه البعض !، وبالرغم من قسوة برودته أحياناً إلي انها تذوب عشقاً فيها، وتجلس في شرفة حجرتها، في منتصف الليل أو قبيل الفجر، لتستمتع بالبرودة التي قد تكسر عظامها، البعض يراها غريبة، وقد يروها منطوية، والآخر يراها منبسطة، ولكنها في حقيقة الأمر تستطيع أن تكون منطوية، وأحيان أخرى منبسطة.



تقدس مقتنياتها الخاصة، التي يراها الكثير ‘‘كراكيب‘‘، وقد يصل لدرجة العشق، وتحتفظ حتى بالأوراق، وسجادة صلاتها، وسبحتها، وقلم الخاص، وقد تصل إلي درجة أنها تحتفظ بملابسها القديمة، التي مرت عليها سنوات عده.

 فتاة تحلم بأشياء يراها البعض غريبة، ولكنها لم تكترث لهم، شخصيتها فريدة، طبيعتها فريدة، حتى ألوانها المفضلة فريدة، فهي تعشق الأزرق السماوي، ليذكرها دوماً بالصفاء والنقاء، وبالسماء التي تنظر إليها، وتذوب عشقاً، تشرد حتى لم تكد تسمع يقال بجانب أذنيها، ولا ترى ما يكون أمام أعينها.


فهي فتاة، رقيقة المشاعر، كتلة إحساس، تحلم بالأمان والإطمئنان كسائر الفتيات، تنظر للأشياء بطريقة مختلفة، بالرغم من جمال بعض صفاتها، إلا أنها تمتلك بعض العيوب، بالرغم من حلمها في كثير الأحيان، إلا أنها عندما تغضب تتحول لكائن غريب، عصبي قد لا يحتمله البعض ... !


فهي ... فتاة !