أكتب على ورق مبتل بحزن عميق كائن في قلب صغير،
ينهال على الورق دموع الشمع، الذي يضئ قلب الغرفة الصغيرة، التي أسرت نفسي بها، حتى
إنكمشت في داخلها وإنكمشت في داخلي، وأصبحنا شئً واحداً.
أكتب وأجعل من حزني سطوراً أداعبها ما شئت، أسرد
ما شئت سرده وأخفي ما شئت إخفاؤه، فهي سطوري وهو قلمي، أفعل ما شئت بهما، أحياناً
ما أشعر بعدم الجدوى في الخضوع لسطوري، ولكن قلماً يجد المرء ما يعبر عنه أو عن
جزء بسيط من حالته.
أكتب وأشعر بشئ من الــ‘‘......’’ حقاً ......
لا أدري ما أشعر به، ولكن قررت الكتابة وحسب، لم أعرف لماذا أكتب وعن أي شئ أحرك
قلمي أو بمعنى أصح ‘‘كي بوردي’’.
أكتب وأتمنى سماع مقطوعة معينة، ولكن لن أخضع
للحزن كثيراً، ولن أسمع هذه المقطوعة، لإن دموعي تهرب من جفوني، وتخونني أمامكم.
أكتب وقلمي مليئ بالكبرياء المنكسر أمام هذه
الحالة البائدة، التي سأخرج منها يوماً ما، ويقيني بخروجي منها، هو أول شمعة في
طريقي الواعر.
أكتب وأتسلق كلماتي وسطورتي، أملاً في الوصول
إلى ما أتمنى الوصول إليه، مهما كانت كلماتي طويلة وسطوري واعرة.
أكتب عشقاً في الإختباء بين سطور من تأليفي، كأنني
خلقت عالم من صنعي، ليس لأختبئ به، بل لألجأ إليه، عندما يعوج القلم ويرفض الإنصياع
وراء أفكار، ربما لا يكون مقتنعاً بها، بل مغصوباً على كتابتها، عنوةً.
أكتب لكي أخذك بصحبتي بجولة في رأسي، أعلم
أنك لن تفهم منها شيئاً، ولكن عشقت عدم فهمكم لها، وحيرتي في تفسير إنطباعاتكم
عنها.
أكتب ولا أعلم كيف أكتب بالأساس، ربما يكون
مضحكاً، ولكن لن يتعلم أحد فن لم يحاول مذاقه، ولو حتى رشفه بسيطة من كوب مكسور.
أكتب ولم يكن لدي خيار أخر، لم أجد بديلاً،
بالرغم من عشقي لما أكتبه، طالما شعرت به أو تخيلته، أو حتى تركت قلمي يكتبه دون
أن أشعر.
أكتب ولكن فوجئت بأن ما كتبته لم يكتب ولم
أجده على ورقي، واكتشفت أن سطوري مازالت فارغة من كتاباتي، وأن ما حدث كان حلماً
بالكتابة وحسب، وكأن صفعة ماء مندفع من خرطوم قوي صفعت وجهي مره واحده دون
ترتيب.
WebRep
currentVote
noRating
noWeight




ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق