السبت، 7 أبريل 2012

الصمت المتكلم




يحكى أنه ذات مره خرجت فتاة صغيرة إلى شرفة حجرتها، تنظر وتتأمل في جمال السماء والنور الساطع من الشمس، كانت مغرمه بالنظر إلى الفضاء، وكلما نظرت إلى الأفق داعبت رأسها بعض الأفكار، التي تجعلها تصمت وتسكن إلى فترات طويلة تستمتع بهذه الأفكار، ربما لا تعرف لماذا تعشقها، ولكنها تعشق غموضها وعدم فهمها لهذه الحالة، فإنها تستكين للهدوء النسبي هذا.

ظلت هذه الصغيرة تنظر وتتأمل وتغمض عينيها لفترات، وبالرغم من هذا الهدوء إلا أنه يكمن بداخلها الكثير، وتقام الجلسات النقاشية، وفمها مغلق، من يراها لا يعتقد البته أنها تتحدث.

يسيطر على عقلها الصغير، أحلام كثيرة ربما ستموت هي قبل تحقيقها، فخط الأمل هنا سابق خط الأجل بسنوات ضوئية، فهي فتاه تحلم وهي مستيقظة، الحلم ذو الصمت العجيب المستيقظ أيضاً، قلما تعيش هذه الصغيرة في الحاضر، فهي تعيش دوماً في حالتين، أولهما في الماضي، لتتفكر فيما مضى، وتندم على بعض الأخطاء، والحالة الثانية هي في المستقبل، تحلم وتخطط إلى ربما ما لا يكون لها عمر لتراه.

هي العائشة في أفكارها، والحائرة في الظلام الحالك، أحياناً ما تريد إلتقاط أنفاسها الأخيرة، لتتعرف على العالم الأخر في السماء، وتجرب الحياه في مكان بالطبع أفضل، وتغمض عينيها لتتختفي، تاركه أحلامها في كون أخر، وتردد كلمة الوداع، معتقدة أنها هذا سينقلها إلى الحياة الأخرى.

تصنع لنفسها عالماً خاص، تخلد إلى أفكار تجعل من حالتها السكون سائد، تسمع نفس المقطوعات الموسيقية، ونفس النوع من الأغاني، نادراً ما تغير هذه النوعية من الأساليب المعتادة.

حياتها كالروتين الغير ملل والملل في بعض الأحيان، تهمس وتلهو وتعلب دون التحرك، قد تتخيل أنها عاجزة أو مشلولة الأطراف، غريبة حقاً .. تعشق الرؤية في الظلام الحالك والهدوء في الضوضاء .. صمتها المتكلم عشق وغرام للصمت .. أتحدى مخلوق يعرفها .. ذات النظرة الغامضة .. والتفكر والتآمل ذي الساعات الطويلة .. أحياناً ما تكون في ضوضاء مستمتعة بالهدوء .. لا تسأل ماذا أعني .. لن أجاوبك .. تفكر أنت وحدك فيما تعني هي .. ولن تعلم شيئاً حتى تخبرك هي ..

أنظر للون السماء .. وحينما تعرف ماذا يهمس .. فستعرفها هي .. كن بين أوتار العود وعندما تعرف ماذا يقصد فستعرفها هي .. ولعلك تكون صورة لها .. لن ترسمها لوحة .. فهي حلم !

كانت قصة أم حكاية أم رواية أم مقالة .. تخيلها كما شئت .. لن أفرض عليك نصاً ذي ألوان محددة وقواعد للقصة أو المقالة .. لن أتركك أسيراً بين قواعد ربما لا تفهمها أنت ولا أنا .. فأنا دمرت كونها قصة أو مقالة أو ’’أي كلام فاضي معقول‘‘ .. تركتها ’’ملخبطة‘‘ .. واعتبرها ’’طراطيش كلام‘‘ :)





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق