الثلاثاء، 24 أبريل 2012

سباعي السعودية وإهانة الذات المصرية ..




أصابني الذعر بعد علمي بالتهم الموجهه للناشط الحقوقي أحمد الجيزاوي المعتقل بالمملكة العربية السعودية، وتذكرت ما قاله السباعي في حق الشهيد خالد سعيد ’’لفافة البانجو‘‘ .. لكن هناك تضارب سعودي حول تهمة الجيزاوي، حيث أفادتنا السفارة السعودية ’’مشكوره!‘‘ أنه تم إلقاء القبض عليه الثلاثاء الماضي بعد ضبط 21380 حبة زاناكس بحوزته .. ونقل عمرو موسى عن وزير الخارجية السعودي إن الجيزاوي متهم بحيازة 189 ألف قرص ترامادول .. ’’يعني الجيزاوي بيضرب تيمو!‘‘.

هل انتقل الدكتور السباعي من ألاعيب مصلحة الطب الشرعي للسعودية .. ليباشر لعبه وتلفيقاته هناك .. أم كل الظالمين سواء .. نفس الغباء والكذب والتضليل والتلفيق .. ’’هو بغباوته‘‘ .. حقاً أثرتم دهشتي .. وحركتم سخريتي .. وداعبتم قلمي .. لأكتب عن إنفعالي .. ولا تفارقني إبتسامتي الساخرة !

دهشه وسط تساؤلات قد تخفي البسمة قليلاً .. إلى متى تهان كرامة المصري في كل بقعة من بقاع الأرض ؟ .. وهل إهانة الذات الملكية ’’التهمة الأولى‘‘ تقتضي الجلد ؟ إذا كانت كذلك فإهانة الذات المصرية تقتضي الموت ..

’’الدم المصري حامي‘‘ .. تربيت على تلك الجملة أو القيمة .. ربما آمنت بها في بعض الوقت ولكن قلما أجدها تتجسد في صور المواقف أمام عيوني .. ظلت جملة .. حبيسة النطق والكتابة .. لن تخرج في صورة حقيقية أمام العالم .. أم أنها قيمة يؤمن بها المواطن وحسب .. ويكفر بها ذوي المناصب العليا.

دعونا نتخلص من تلك الجمل ’’المحشورة في عقولنا‘‘ ونبني قيمنا نحن .. التي نؤمن بها .. ونتعلم من الدين والحياة والبشر .. ما نؤمن به هو الذات المصرية لا تهان .. والسلطة للشعب .. والكراسي خلصت .. والثورة ثورة شباب .. وتجار الدين كلاب .. ولا أحد مقدس .. ولا أحد فوق القانون .. ولا نهاب إلى الله .

أريد أن أخبركم بشئ ما خطير آل سعود وآل مشير .. نحن من قال لا .. ربما لا تعلموا ماذا أقصد وستعلموا حتماً جدية قولي .. دعوا أنفسكم تحرر من ذلك الغشاء الأسود .. وتناسوا أنفسكم .. وأنظروا لمن قالوا لا .. فهم أناس تخلوا عن مباشرة متاع الحياة وتفرغوا لثورة خلقت على يدهم .. وتخلوا عن أعز الأحباب .. وسقطوا شهداء .. دمائهم طاهرة .. وهبوا لمصر روحهم .. فهم لا يقمعون .. فهم لا يقمعون.

آل سعود .. آل مشير  أنتم على سطح إدراككم .. غير متعمقين في دنياكم الداخلية ’’القلب‘‘ فبداخلكم جنة .. ردمتوها بالرماد .. القلب جنة لا يعلمها إلا من ذاب فيه وعرف ماذا يقصد .. وأنيبوا إلى الله





السبت، 7 أبريل 2012

الصمت المتكلم




يحكى أنه ذات مره خرجت فتاة صغيرة إلى شرفة حجرتها، تنظر وتتأمل في جمال السماء والنور الساطع من الشمس، كانت مغرمه بالنظر إلى الفضاء، وكلما نظرت إلى الأفق داعبت رأسها بعض الأفكار، التي تجعلها تصمت وتسكن إلى فترات طويلة تستمتع بهذه الأفكار، ربما لا تعرف لماذا تعشقها، ولكنها تعشق غموضها وعدم فهمها لهذه الحالة، فإنها تستكين للهدوء النسبي هذا.

ظلت هذه الصغيرة تنظر وتتأمل وتغمض عينيها لفترات، وبالرغم من هذا الهدوء إلا أنه يكمن بداخلها الكثير، وتقام الجلسات النقاشية، وفمها مغلق، من يراها لا يعتقد البته أنها تتحدث.

يسيطر على عقلها الصغير، أحلام كثيرة ربما ستموت هي قبل تحقيقها، فخط الأمل هنا سابق خط الأجل بسنوات ضوئية، فهي فتاه تحلم وهي مستيقظة، الحلم ذو الصمت العجيب المستيقظ أيضاً، قلما تعيش هذه الصغيرة في الحاضر، فهي تعيش دوماً في حالتين، أولهما في الماضي، لتتفكر فيما مضى، وتندم على بعض الأخطاء، والحالة الثانية هي في المستقبل، تحلم وتخطط إلى ربما ما لا يكون لها عمر لتراه.

هي العائشة في أفكارها، والحائرة في الظلام الحالك، أحياناً ما تريد إلتقاط أنفاسها الأخيرة، لتتعرف على العالم الأخر في السماء، وتجرب الحياه في مكان بالطبع أفضل، وتغمض عينيها لتتختفي، تاركه أحلامها في كون أخر، وتردد كلمة الوداع، معتقدة أنها هذا سينقلها إلى الحياة الأخرى.

تصنع لنفسها عالماً خاص، تخلد إلى أفكار تجعل من حالتها السكون سائد، تسمع نفس المقطوعات الموسيقية، ونفس النوع من الأغاني، نادراً ما تغير هذه النوعية من الأساليب المعتادة.

حياتها كالروتين الغير ملل والملل في بعض الأحيان، تهمس وتلهو وتعلب دون التحرك، قد تتخيل أنها عاجزة أو مشلولة الأطراف، غريبة حقاً .. تعشق الرؤية في الظلام الحالك والهدوء في الضوضاء .. صمتها المتكلم عشق وغرام للصمت .. أتحدى مخلوق يعرفها .. ذات النظرة الغامضة .. والتفكر والتآمل ذي الساعات الطويلة .. أحياناً ما تكون في ضوضاء مستمتعة بالهدوء .. لا تسأل ماذا أعني .. لن أجاوبك .. تفكر أنت وحدك فيما تعني هي .. ولن تعلم شيئاً حتى تخبرك هي ..

أنظر للون السماء .. وحينما تعرف ماذا يهمس .. فستعرفها هي .. كن بين أوتار العود وعندما تعرف ماذا يقصد فستعرفها هي .. ولعلك تكون صورة لها .. لن ترسمها لوحة .. فهي حلم !

كانت قصة أم حكاية أم رواية أم مقالة .. تخيلها كما شئت .. لن أفرض عليك نصاً ذي ألوان محددة وقواعد للقصة أو المقالة .. لن أتركك أسيراً بين قواعد ربما لا تفهمها أنت ولا أنا .. فأنا دمرت كونها قصة أو مقالة أو ’’أي كلام فاضي معقول‘‘ .. تركتها ’’ملخبطة‘‘ .. واعتبرها ’’طراطيش كلام‘‘ :)