منذ عام أو أكثر كان يشغل بال السياسيين المعارضين – غير الرسميين – موضوع التمديد والتوريث، وهل سيترشح مبارك الأب، لفترة رئاسية جديدة في 2011، ويكون الرئيس العجوز على عتبة عامه الخامس والثمانين، وربما تنسحب فكرة التمديد الأبدي، ويفسح المجال لفكرة التوريث، ويتقدم مبارك الإبن لثلاثينية أخرى مثل أبيه، ’’وتتحول مصر وأهلها إلى عزبة عائلية خاصة‘‘، أم رئاسية مزدوجة مع الأب، وطرح اسم الإبن لتوريث الرئاسة رسمياً بتعيينات تنتحل صفة الإنتخابات.
كان مبارك الأب يتمسك بعرش مصر حتى إلتقاء أخر نفس، وكانت جملة ‘‘سأظل
حتى أخر نفس’’، هي كلمته الشهيرة والسخيفة في الوقت ذاته، ربما متمسك بذلك العرش،
كطفل صغير، متمسك بدميته، أو لكي يعاند مبارك الإبن، وزوجته المصون.
ولكن الآن تختلف الأمور قليلاً، ولكن ربما تكون نفس الخيارات مطروحه،
‘‘التمديد أم التوريث’’، فهل سيظل العسكري سنة أخرى متمسك بعرش مصر، أم
سيورثنا إلى أبنائه أو أعضاء مجلس عسكري جديد، مثلما ورثنا مبارك لأعضاء العسكري
الحالي.
مر أكثر من عام على وجود العسكري متمسكاً في عرش مصر، مضطهداً الثوار، مرتكباً
أبشع المجازر، ومحاكمة أكثر من 16
ألف مدني عسكرياً، وكشوف عذرية على 7 بنات وهتك الأعراض وتعرية بنات الثورة،
والتحرش بهن، ضرب وسحل الفتيات، وتكميم الأفواه وتقييد الحرية و10 أحزاب من رحم الوطنى ‘‘الوطني في
أثوابة الجديدة’’. إرتكب العسكري مالم يرتكبه مبارك الأب في ريعان حكمه، وما
إرتكبه كان هدية عيد ميلاد الثورة لنا في 25 يناير الماضي.
أما الثوار ‘‘الله يكون
في عونا’’ أمامهم خيارين أيضاً، فإما التمديد ونظل نكافح سنة أخرى من عمرنا ضد
النظام ‘‘اللي ما سقطش’’، وللمطالبة بالحرية ‘‘اللي مجتش’’، والعدالة الإجتماعية
‘‘اللي ماتحققتش’’، والخيار الثاني هو التوريث، أن نورث الثورة لأبنائنا، يكافحوا ويحاربوا
من أجل تحقيق أهداف ثورة، قام بها جيل أبويهم !
ولكن السؤال المُلِح
الآن، هو هل سأدخل عامي التاسع عشر ونحن في ظل حكم العسكر؟!، أحياناً ما تمر علىَ
لحظات أشعر بأننا سنكافح إلى أخر نفس – كما يقول جدو ‘‘مبارك الأب’’ – وأحيان أخرى
ينتابني شعور بأن العسكري سيرحل عن قريب، وأتمنى أن أبدأ عامي التاسع عشر بدون حكم
عسكر، عموماً ‘‘مش هيفيدك غاز ورصاص .. حكم العسكر بح خلاص’’.




