السبت، 18 فبراير 2012

العسكري والثوار .. ما بين التمديد والتوريث !


منذ عام أو أكثر كان يشغل بال السياسيين المعارضين – غير الرسميين – موضوع التمديد والتوريث، وهل سيترشح مبارك الأب، لفترة رئاسية جديدة في 2011، ويكون الرئيس العجوز على عتبة عامه الخامس والثمانين، وربما تنسحب فكرة التمديد الأبدي، ويفسح المجال لفكرة التوريث، ويتقدم مبارك الإبن لثلاثينية أخرى مثل أبيه، ’’وتتحول مصر وأهلها إلى عزبة عائلية خاصة‘‘، أم رئاسية مزدوجة مع الأب، وطرح اسم الإبن لتوريث الرئاسة رسمياً بتعيينات تنتحل صفة الإنتخابات.



كان مبارك الأب يتمسك بعرش مصر حتى إلتقاء أخر نفس، وكانت جملة ‘‘سأظل حتى أخر نفس’’، هي كلمته الشهيرة والسخيفة في الوقت ذاته، ربما متمسك بذلك العرش، كطفل صغير، متمسك بدميته، أو لكي يعاند مبارك الإبن، وزوجته المصون.



ولكن الآن تختلف الأمور قليلاً، ولكن ربما تكون نفس الخيارات مطروحه، ‘‘التمديد أم التوريث’’، فهل سيظل العسكري سنة أخرى  متمسك بعرش مصر، أم سيورثنا إلى أبنائه أو أعضاء مجلس عسكري جديد، مثلما ورثنا مبارك لأعضاء العسكري الحالي.



مر أكثر من عام على وجود العسكري متمسكاً في عرش مصر، مضطهداً الثوار، مرتكباً أبشع المجازر، ومحاكمة أكثر من 16 ألف مدني عسكرياً، وكشوف عذرية على 7 بنات وهتك الأعراض وتعرية بنات الثورة، والتحرش بهن، ضرب وسحل الفتيات، وتكميم الأفواه وتقييد الحرية و10 أحزاب من رحم الوطنى ‘‘الوطني في أثوابة الجديدة’’. إرتكب العسكري مالم يرتكبه مبارك الأب في ريعان حكمه، وما إرتكبه كان هدية عيد ميلاد الثورة لنا في 25 يناير الماضي.



أما الثوار ‘‘الله يكون في عونا’’ أمامهم خيارين أيضاً، فإما التمديد ونظل نكافح سنة أخرى من عمرنا ضد النظام ‘‘اللي ما سقطش’’، وللمطالبة بالحرية ‘‘اللي مجتش’’، والعدالة الإجتماعية ‘‘اللي ماتحققتش’’، والخيار الثاني هو التوريث، أن نورث الثورة لأبنائنا، يكافحوا ويحاربوا من أجل تحقيق أهداف ثورة، قام بها جيل أبويهم !



ولكن السؤال المُلِح الآن، هو هل سأدخل عامي التاسع عشر ونحن في ظل حكم العسكر؟!، أحياناً ما تمر علىَ لحظات أشعر بأننا سنكافح إلى أخر نفس – كما يقول جدو ‘‘مبارك الأب’’ – وأحيان أخرى ينتابني شعور بأن العسكري سيرحل عن قريب، وأتمنى أن أبدأ عامي التاسع عشر بدون حكم عسكر، عموماً ‘‘مش هيفيدك غاز ورصاص .. حكم العسكر بح خلاص’’.


السبت، 4 فبراير 2012

أكتب .. ولا أكتب !






أكتب على ورق مبتل بحزن عميق كائن في قلب صغير، ينهال على الورق دموع الشمع، الذي يضئ قلب الغرفة الصغيرة، التي أسرت نفسي بها، حتى إنكمشت في داخلها وإنكمشت في داخلي، وأصبحنا شئً واحداً.



أكتب وأجعل من حزني سطوراً أداعبها ما شئت، أسرد ما شئت سرده وأخفي ما شئت إخفاؤه، فهي سطوري وهو قلمي، أفعل ما شئت بهما، أحياناً ما أشعر بعدم الجدوى في الخضوع لسطوري، ولكن قلماً يجد المرء ما يعبر عنه أو عن جزء بسيط من حالته.



أكتب وأشعر بشئ من الــ‘‘......’’ حقاً ...... لا أدري ما أشعر به، ولكن قررت الكتابة وحسب، لم أعرف لماذا أكتب وعن أي شئ أحرك قلمي أو بمعنى أصح ‘‘كي بوردي’’.



أكتب وأتمنى سماع مقطوعة معينة، ولكن لن أخضع للحزن كثيراً، ولن أسمع هذه المقطوعة، لإن دموعي تهرب من جفوني، وتخونني أمامكم.



أكتب وقلمي مليئ بالكبرياء المنكسر أمام هذه الحالة البائدة، التي سأخرج منها يوماً ما، ويقيني بخروجي منها، هو أول شمعة في طريقي الواعر.



أكتب وأتسلق كلماتي وسطورتي، أملاً في الوصول إلى ما أتمنى الوصول إليه، مهما كانت كلماتي طويلة وسطوري واعرة.



أكتب عشقاً في الإختباء بين سطور من تأليفي، كأنني خلقت عالم من صنعي، ليس لأختبئ به، بل لألجأ إليه، عندما يعوج القلم ويرفض الإنصياع وراء أفكار، ربما لا يكون مقتنعاً بها، بل مغصوباً على كتابتها، عنوةً.



أكتب لكي أخذك بصحبتي بجولة في رأسي، أعلم أنك لن تفهم منها شيئاً، ولكن عشقت عدم فهمكم لها، وحيرتي في تفسير إنطباعاتكم عنها.



أكتب ولا أعلم كيف أكتب بالأساس، ربما يكون مضحكاً، ولكن لن يتعلم أحد فن لم يحاول مذاقه، ولو حتى رشفه بسيطة من كوب مكسور.



أكتب ولم يكن لدي خيار أخر، لم أجد بديلاً، بالرغم من عشقي لما أكتبه، طالما شعرت به أو تخيلته، أو حتى تركت قلمي يكتبه دون أن أشعر.



أكتب ولكن فوجئت بأن ما كتبته لم يكتب ولم أجده على ورقي، واكتشفت أن سطوري مازالت فارغة من كتاباتي، وأن ما حدث كان حلماً بالكتابة وحسب، وكأن صفعة ماء مندفع من خرطوم قوي صفعت وجهي مره واحده دون ترتيب.




WebRep
currentVote
noRating
noWeight