الخميس، 12 يناير 2012

فتاة ... شاردة على ألحان الموسيقى !


شردت فتاة يوماً، حتى لم تكن ترى ما تنظر إليه! وعلى همسات موسيقى تعشقها .. ترى ما يدور بعقلها؟ ، بعدما سادت حالة الهدوء النسبي والسكون التام، تعلو الموسيقى وتدنو، تغير من حالتها، يخفق القلب أحيانا !! يالها من موسيقى تتحكم وتلمس ما يدور بقلبها.

ظلت الفتاة تستمع إلى هذه المقطوعة، حتى تذكرت كل ما نسته من قبل، وفجأة مضى الوقت، وانتهت المقطوعة! مضى ثمانية دقائق دون أن تشعر.


بدأت الفتاة في تشغيل هذه المقطوعة مره أخرى وشردت، حتى فكرت في الكتابة أو الرسم أو حتى الكشط، وظلت الآلات الموسيقية تداعب قلبها، هي عاشقة للموسيقى، وتراها غذاء الروح، وتساعد على التأمل، ولكنها لا تتأمل الآن عند سماع المقطوعة، التى أهدتها إلي رفيقتها، لما يسيطر عليها من حالة سكون.

وخلدت إلي سطور ورقها المبتل، لتكتب وتحاول وصف ما تشعر به، فإنها غامضة لدرجة لا يعرفها أحد، كتومة للغاية، تستسلم إلي ترانيم الموسيقى كي تداعبها ما شاءت، فوجدت نفسها لا تشعر بشئ تكتب عنه، ونسيت الكتابة، وما زالت تستمع للمقطوعة، وكلما إنتهت عاودت تشغيلها مره أخرى.

في ظلام حالك تشعل شمعة بسيطة، تؤمن بأنه أقل ضوء، يقتل الظلمة، تعشق النور الخفيف الآتي من بعيد، ولا تقترب، كثيراً ما تجلس في مكانها شاردة حائرة، تنظر ولا ترى، تشعق الصمت، لا تعرفها سوى رفيقتها، ولا يروقها حالتها، التى اتسمت بالهدوء والصمت.


وأثناء سماعها مقطوعتها المفضلة، سقطت دمعة، وإقشعر جلدها، ووقف تفكيرها مؤقتاً تبكي ولا تعلم لماذا؟! وهدءت المقطوعة، ولكنها لم تهدأ، فظلت الدموع تسقط على وجهها، ومُحي من ذاكرتها كل شئ، ولم يستوقفها حال معين، للتفكر فيه.



هي الفتاة ذات النظرة الغامضة، التي لا يفهمها سواها، هي عاشقة بردوة الشتاء، الشتاء الذي يكرهه البعض !، وبالرغم من قسوة برودته أحياناً إلي انها تذوب عشقاً فيها، وتجلس في شرفة حجرتها، في منتصف الليل أو قبيل الفجر، لتستمتع بالبرودة التي قد تكسر عظامها، البعض يراها غريبة، وقد يروها منطوية، والآخر يراها منبسطة، ولكنها في حقيقة الأمر تستطيع أن تكون منطوية، وأحيان أخرى منبسطة.



تقدس مقتنياتها الخاصة، التي يراها الكثير ‘‘كراكيب‘‘، وقد يصل لدرجة العشق، وتحتفظ حتى بالأوراق، وسجادة صلاتها، وسبحتها، وقلم الخاص، وقد تصل إلي درجة أنها تحتفظ بملابسها القديمة، التي مرت عليها سنوات عده.

 فتاة تحلم بأشياء يراها البعض غريبة، ولكنها لم تكترث لهم، شخصيتها فريدة، طبيعتها فريدة، حتى ألوانها المفضلة فريدة، فهي تعشق الأزرق السماوي، ليذكرها دوماً بالصفاء والنقاء، وبالسماء التي تنظر إليها، وتذوب عشقاً، تشرد حتى لم تكد تسمع يقال بجانب أذنيها، ولا ترى ما يكون أمام أعينها.


فهي فتاة، رقيقة المشاعر، كتلة إحساس، تحلم بالأمان والإطمئنان كسائر الفتيات، تنظر للأشياء بطريقة مختلفة، بالرغم من جمال بعض صفاتها، إلا أنها تمتلك بعض العيوب، بالرغم من حلمها في كثير الأحيان، إلا أنها عندما تغضب تتحول لكائن غريب، عصبي قد لا يحتمله البعض ... !


فهي ... فتاة !