الجمعة، 23 ديسمبر 2011

كابوس يراودني دوماً





منذ أحداث مجلس الوزراء والعار الذي لحق بالجيش المصري، وما فعله الجنود ببنات الثورة بالتحرش بهن وهتك عرضهن سواء كان في شارع القصر العيني أو بداخل مجلسي الشعب والشورى، يراودني كابوساً أنه سيفعل بي مثلما فعل ببنات الثورة، ولن يشعر أحد ببنات الثورة اللاتي تم التحرش بهن وهتك أعراضهن مثلنا نحن البنات، فهو شعور يدفعنا لحمل السلاح وتوجيهه فى وجه من هتك أعراضنا.

البعض يرى البنت كائناً صغيراً ضعيفاً لا يقوى على حماية نفسه، ولكن الحقيقة تبتعد عن هذا قليلاً، فالبنت بالرغم من أنها كتلة إحساس ورقيقة المشاعر، إلا أنه يكمن بداخلها قوة تستطيع أن تهز الأرض من تحتها، وتستطيع أن تقف أما كتائب طنطاوي وقفة محارب قوي، وقفة صامدة ليست بصامته.

ومع صمودها وشجاعتها يكمن بداخلها حزن بإمكانه تفجير جسمها من شدته، حزن يؤكد على رقة مشاعرها، وعلى حسها الوطني، حزن مليئ بالخوف من ذلك المصير المنتظر، أن يأتي عليها الدور ويهتك عرضها من قبل كتائب كافرة، ولن ننكر أنه نزلنا الميدان نشعر بقوة مليئة بالخوف، يطمئننا رجال مصر، رجال الميدان الذين يدافعون عنا دوماً، ونتذكر مواقفهم معنا ومعي أنا شخصياً في يوم 19 نوفمبر عندما طاردنا الأمن المركزي، ووقفوا خلفنا لحمايتنا منهم، ويوم 20 نوفمبر عندما هاجمتنا قوات الجيش في المستشفي الميداني الكائنة فى محمد محمود، وطوال أحداث محمد محمود وشارعي الوزراء والقصر العيني كانوا يدافعون عنا.

وكلما أقرأ فى الصحف ووسائل الإعلام ما حدث للفتاة المنتقبة والدكتورة غادة كمال وهند بدوي وماما خديجة الحناوي وغيرهن ،وكلما أتذكر ما رأيته أنا فى شارع القصر العيني بعد هجوم الجيش، وعندما حملت ‘‘ندى‘‘ وهي تتألم من شدة الضربة التي صوبها أحد الجنود فى رأسها، وعندما رأيت الكدمات فى يد ‘‘ أم سندس‘‘ والمصابين الذين يسقطون كل ثانية، أشعر بأنني سيتم هتك عرضي أو سفك دمائي على يد كتائب طنطاوي.

كتائب طنطاوي التي تعمل على إضعاف الروح المعناوية لدينا، وكسر أعيننا، وهتك أعراضنا، وسفك دمائنا، ولكننا لا نلومهم، نلوم الشعب الذي نحن منه، الشعب الذي تخلى عنا، الشعب الذي يتهمنا بالعمالة والعمل على زعزعة الأمن والإستقرار وبث الفتن والعمل على الوقيعة بين الجيش والشعب.

بنى كتائب طنطاوي ثلاثة أسوار بيننا وبينهم، أبشركم بأن السور الرابع سيبنيه المصريون، لإننا خطر على حياتهم، خرجنا للميادين للمطالبة بإسقاط الدولة وللتدخل الأجنبي، نظراً لتقاضينا الأموال الخارجية، والوجبات الثمينة، وبإعترافاتهم كما قال ‘‘عمرو مصطفى‘‘ فنحن نعترف على أنفسنا، نعم نحن تقاضينا الأموال والوجبات من أجل فقع أعيننا، وسفك دمائنا، وهتك أعراضنا.

لن أطيل عليكم كثيراً، ولكنني أردت أن أخبركم بالذي يدور فى صدري، وأردت أن أفرغ قليلاً منه فى هذه التدوينة، وأخيراً أضيف أنني رأيت مالا كنت أتوقعه فى أحدث شارعي محمد محمود والقصر العيني، وأعلم جيداً أنني لن أمكث في هذه الدنيا كثيراً، فأوصيكم بمساعدتي بأى كلمات تخفف الجرح القطعي الذي فى قلبي، وإذا إنتقلت إلى الرفيق الأعلى قريباً إن شاء الله، فأوصيكم بالإستمرار في طلب الحرية مهما كانت العواقب ... !